فصل: 3- ما ذكِر فِي عثمان وغيره من الفتن.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مصنف ابن أبي شيبة ***


3- ما ذكِر فِي عثمان وغيره من الفتن‏.‏

38809- حدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ أَنْبَأَنِي وَثَّابٌ وَكَانَ مِمَنْ أَدْرَكَهُ عِتْقُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، فَكَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُ فِي حَلْقِهِ طَعْنَتَيْنِ كَأَنَّهُمَا كَيَّتَانِ طُعِنَهُمَا يَوْمَ الدَّارِ دَارِ عُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَان، فَقَالَ‏:‏ ادْعُ الأَشْتَرَ، فَجَاءَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ‏:‏ أَظُنُّهُ، قَالَ‏:‏ فَطُرِحَتْ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وِسَادَةٌ وله وسادة، فَقَالَ‏:‏ يَا أَشْتَرُ، مَا يُرِيدُ النَّاسُ مِنِّي، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ لَيْسَ مِنْ إحْدَاهُنَّ بُد، يُخَيِّرُونَك بَيْنَ أَنْ تَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ، فَتَقُولُ‏:‏ هَذَا أَمْرُكُمْ، فَاخْتَارُوا لَهُ مَنْ شِئْتُمْ، وَبَيْنَ أَنْ تُقِصَّ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنْ أَبَيْت هَاتَيْنِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَاتِلُوك، قَالَ‏:‏ مَا مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ، قَالَ‏:‏ مَا مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ، فَقَالَ‏:‏ أَمَّا أَنْ أَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ فَمَا كُنْت لأَخْلَعَ لَهُمْ سِرْبَالاً سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ أَبَدًا، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ‏:‏ وَقَالَ غَيْرُ الْحَسَنِ‏:‏ لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ‏:‏ وَهَذِهِ أَشْبَهُ بِكَلاَمُهِ، وأما أَنْ أَقُصَّ لَهُمْ مِنْ نَفْسِي، فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ صَاحِبَيّ بَيْنَ يَدَيّ كَانَا يَقُصَّانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا، وَمَا يَقُومُ

بَدَنِي بِالْقِصَاصِ، وَأَمَّا أَنْ يَقْتُلُونِي‏,‏ فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلُونِي لاَ يَتَحَابُّونَ بَعْدِي أَبَدًا، وَلاَ يُقَاتِلُونَ بَعْدِي جَمِيعًا عَدُوًّا أَبَدًا، فَقَامَ الأَشْتَرُ فَانْطَلَقَ، فَمَكَثْنَا فَقُلْنَا‏:‏ لَعَلَّ النَّاسَ، ثُمَّ جَاءَ رُوَيْجِلٌ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ، فَاطَّلَعَ مِنَ الْبَابِ، ثُمَّ رَجَعَ، ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى عُثْمَانَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ بِهَا حَتَّى سَمِعْت وَقْعَ أَضْرَاسِهِ، وَقَالَ‏:‏ مَا أَغْنَى، عَنْك مُعَاوِيَةُ، مَا أَغْنَى، عَنْك ابْنُ عَامِرٍ، مَا أَغْنَتْ عَنْك كُتُبُك، فَقَالَ‏:‏ أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي، أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا أَخِي، قَالَ‏:‏ فرَأَيْته اسْتَعْدَى رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ يُعِينه فَقَامَ إلَيْهِ بِمِشْقَصٍ حَتَّى وَجَأَ بِهِ فِي رَأْسِهِ فَأُثْبِتَ، ثُمَّ مه ‏؟‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ دَخَلُوا عَلَيْهِ وَاللهِ حَتَّى قَتَلُوهُ‏.‏

38810- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا، قَالَتْ‏:‏ أَلاَ أُحَدِّثُك بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ بَعَثَ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ فَأَقْبَلَ إلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ يَا عُثْمَان، إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ يُقْمِصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوك عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ تَخْلَعْهُ ثَلاَثًا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْنَ كُنْت عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَتْ‏:‏ أُنْسِيتُهُ كَأَنْ لَمْ أَسْمَعْهُ‏.‏

38811- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ‏:‏ مَا تَقُولُ فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْك، قَالَ‏:‏ إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ يُرِيدُونَ خَلْعِي، فَإِنْ خُلِعْت تَرَكُونِي، وَإِنْ لَمْ أُخْلَعْ قَتَلُونِي، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ أَرَأَيْت إِنْ خُلِعْت أَتُرَاك مُخَلَّدًا فِي الدُّنْيَا، قَالَ َلا، قُلْتُ‏:‏ فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ‏:‏ لاَ، قُلْتُ‏:‏ أَرَأَيْت إِنْ لَمْ تُخْلَعْ، أَيَزِيدُونَ عَلَى قَتْلِكَ، قَالَ‏:‏ لاَ، قُلْتُ‏:‏ أَرَأَيْت تَسُنُّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الإِسْلاَم كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرٍ خَلَعُوهُ، وَلاَ تَخْلَعُ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ‏.‏

38812- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي أَبُو سَهْلَةَ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ ذَاكَ الْيَوْمُ‏.‏

38813- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْكِنْدِيَّ يَقُولُ‏:‏ رَأَيْت عُثْمَانَ اطَّلَعَ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَقْتُلُونِي وَاسْتَعْتِبُونِي، فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لاَ تُقَاتِلُونَ جَمِيعًا أَبَدًا وَلاَ تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا أَبَدًا، وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ‏:‏ ‏{‏وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ‏}‏ قَالَ‏:‏ وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ‏:‏ الْكَفُّ الْكَفُّ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ‏.‏

38814- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ أَشْرَفَ عَلَيْهُمْ عُثْمَان مِنَ الْقَصْرِ، فَقَالَ‏:‏ ائْتُونِي بِرَجُلٍ أُتَالِيهِ كِتَابَ اللهِ، فَأَتَوْهُ بِصَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ، وَكَانَ شَابًّا، فَقَالَ‏:‏ مَا وَجَدْتُمْ أَحَدًا تَأْتُونِي غَيْرَ هَذَا الشَّابِّ، قَالَ‏:‏ فَتَكَلَّمَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ بِكَلاَمُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان‏:‏ اُتْلُ، فَقَالَ صَعْصَعَةُ‏:‏ ‏{‏أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ‏}‏، فَقَالَ‏:‏ لَيْسَتْ لَكَ وَلاَ لأَصْحَابِكَ، وَلَكِنَّهَا لِي وَلأَصْحَابِي، ثُمَّ تَلاَ عُثْمَان‏:‏ ‏{‏أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ‏}‏ حَتَّى بَلَغَ ‏{‏وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ‏}‏ ‏.‏

38815- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ‏:‏ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان فِي الدَّارِ، قَالَ‏:‏ لاَ تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ قَلِيلٌ، وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا‏.‏

38816- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ أَعْظَمَكُمْ غِنَاءً عِنْدِي مَنْ كَفَّ سِلاَحَهُ وَيَدَهُ‏.‏

38817- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ‏:‏ اُخْرُجْ فَقَاتِلْهُمْ، فَإِنَّ مَعَك مَنْ قَدْ نَصَرَ اللَّهُ بِأَقَلَّ مِنْهُ، وَاللهِ إِنَّ قِتَالُهَمْ لَحَلاَلٌ، قَالَ‏:‏ فَأَبَى، وَقَالَ‏:‏ مَنْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ أَمَّرَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الدار، وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمَ صَائِمًا‏.‏

38818- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو الْيَعْفُورِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ والله لَئِنْ قَتَلُوا عُثْمَانَ لاَ يُصِيبُوا مِنْهُ خَلَفًا‏.‏

38819- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ، قَالُوا‏:‏ إِنْ شِئْتَ أَنْ نَكُونَ أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ‏:‏ أَمَّا قِتَالٌ فَلاَ‏.‏

38820- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ وَأُخْتَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَلَوِ ارْفَضَّ أُحُدٌ مِمَّا صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ كَانَ حَقِيقًا‏.‏

38821- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ قَنَانَ أَبَا مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ ذُهْلٍ، قَالَ‏:‏ أَشْرَفَ عَلَيْنَا عُثْمَان مِنْ كُوَّةٍ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ‏:‏ أَفِيكُمَ ابْنًا محدوج، فَلَمْ يَكُونَا ثَمَّ، كَانَا نَائِمَيْنِ، فَأُوقِظَا فَجَاءَا، فَقَالَ لَهُمَا عُثْمَان‏:‏ أُذَكِّرُكُمَا اللَّهَ، أَلَسْتُمَا تَعْلَمَانِ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ إنَّمَا رَبِيعَةُ فَاجِرٌ، أَوْ غَادِرٌ، فَإِنِّي وَاللهِ لاَ أَجْعَلُ فَرَائِضَهُمْ وَفَرَائِضَ قَوْمٍ جَاؤُوا مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، فَهَاجَرَ أَحَدُهُمْ عِنْدَ طَنَبِهِ، ثُمَّ زِدْتهمْ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَمِئَةٍ خَمْسَمِئَةٍ، حَتَّى أَلْحَقْتهمْ بِهِمْ، قَالاَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ أُذَكِّرُكُمَا اللَّهَ أَلَسْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فَقُلْتُمَا‏:‏ إِنَّ كِنْدَةَ أَكَلَةُ رَأْسٍ، وَأَنَّ رَبِيعَةَ هُمَ الرَّأْسُ، وَأَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ قَدْ أَكَلَهُمْ فَنَزَعْته وَاسْتَعْمَلَتْكُمَا، قَالاَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ، إِنْ كَانُوا كَفَرُوا مَعْرُوفِي وَبَدَّلُوا نِعْمَتِي فَلاَ تُرْضِهِمْ عَنْ إمَامٍ وَلاَ تُرْضِ الإِمَامَ عْنهُمْ‏.‏

38822- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ جُنْدُبٍ الْخَيْرِ، قَالَ‏:‏ أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ حِينَ سَارَ الْمِصْرِيُّونَ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْنَا‏:‏ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ سَارُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَمَا تَقُولُ، قَالَ‏:‏ يَقْتُلُونَهُ وَاللهِ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ فأَيْنَ هُوَ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فِي الْجَنَّةِ وَاللهِ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ فَأَيْنَ قَتَلَتُهُ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فِي النَّارِ وَاللهِ‏.‏

38823- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُمَيْدٍ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ لَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ، قَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ الْيَوْمَ نَزَلَ النَّاسُ حَافَّةَ الإِسْلاَم، فَكَمْ مِنْ مَرْحَلَةٍ قَدَ ارْتَحَلُوا عَنْهُ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ‏:‏ وَاللهِ لَقَدْ جَارَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وُعُورَةً، مَا يَهْتَدُونَ لَهُ، وَمَا يَعْرِفُونَهُ‏.‏

38824- حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ وَذَكَرَ عُثْمَانَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ لَمْ أَقْتُلْ وَلَمْ آمُرْ وَلَمْ أَرْضَ‏.‏

38825- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ عَلَى النَّاسِ فَخَطَبَهُمْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَرَأَى فِيهِمْ قِلَّةً، فَقَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ، إنَّا وَاللهِ نَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمُ الْكَارِهَ لِهَذَا الأمر الْمُتَثَاقِلَ عَنْهُ فَاخْرُجُوا، فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ، إنَّا وَاللهِ مَا نُعِدُّها عَافِيَةً أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْغَارَانِ يَتَّقِي أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، وَلَكِنَّنَا نُعِدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَيَجْمَعَ أُلْفَتَهَا، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنْ عُثْمَانَ، وَمَا نَقَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ، إنَّهُمْ لَنْ يَدَعُوهُ وَذَنْبَهُ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ يُعَذِّبُهُ، أَوْ يَعْفُو عَنْهُ، وَلَمْ يُدْرِكُوا الَّذِي طَلَبُوهُ، إذْ حَسَدُوهُ مَا آتَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ‏.‏

2- فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ، قَالَ لَهُ‏:‏ أَنْتَ الْقَائِلُ مَا بَلَغَنِي عَنْك يَا فَرُّوخُ، إنَّك شَيْخٌ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُك، قَالَ‏:‏ لَقَدْ سَمَّتْنِي أُمِّي بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا، أَذَهَبَ عَقْلِي وَقَدْ وَجَبَتْ لِي الْجَنَّةُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عَقْلِي فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِأَنَّ الآخِرَ فَالآخِرَ شَرٌّ، ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا كَانَ بِالسِّيلِحِين

أَوْ بِالْقَادِسِيَّةِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَضُفْرَاهُ يَقْطُرَانِ، يَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ تَهَيَّأَ لِلإِحْرَامِ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ وَأَخَذَ بِمُؤَخَّرِ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ قَامَ إلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالُوا لَهُ‏:‏ لَوْ عَهِدْت إلَيْنَا يَا أَبَا مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ، قَالَ‏:‏ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَسْتَرِيحُ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ‏.‏

38826- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَطَاوُوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ مَا قَتَلْت، يَعْنِي عُثْمَانَ وَلاَ أَمَرْت ثَلاَثًا، وَلَكِنِّي غُلِبْت‏.‏

38827- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ مَا قَتَلْت، وَإِنْ كُنْت لِقَتْلِهِ لَكَارِهًا‏.‏

38828- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي زُرَارَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالاَ‏:‏ سَمِعْنَا عَلِيًّا يَقُولُ‏:‏ وَاللهِ مَا شَارَكْت، وَمَا قَتَلْت وَلاَ أَمَرْت وَلاَ رَضِيت، يَعْنِي قَتْلَ عُثْمَانَ‏.‏

38829- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَتْنِي سُرِّيَّةُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَتْ‏:‏ جَاءَ عَلِيٌّ يَعُودُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ‏:‏ أَنْصِتُوا وَاسْكُتُوا، فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ‏:‏ أَنْشُدُك اللَّهَ، أَنْتَ قَتَلْت عُثْمَانَ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا قَتَلْته وَلاَ أَمَرْت بِقَتْلِهِ، وَمَا سَاءَنِي‏.‏

38830- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَعْلَى، قَالَ‏:‏ كَانَ يَوْمَ أَرَادُوا قَتْلَ عُثْمَانَ أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَلِيٍّ أَلاَ تَأْتِيَ هَذَا الرَّجُلَ فَتَمْنَعُهُ، فَإِنَّهُمْ لمْ يُبْرِمُوا أَمْرًا دُونَك، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِكَتِفَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَتِ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَاللهِ مَا يَزِيدُونَك إِلاَّ رَهْبَةً، فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ عَلِيٌّ بِعِمَامَتِهِ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ‏.‏

38831- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ‏:‏ دَخَلْت مَعَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا ضَرَبُوهُ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ قَدْ مَلأْتُ فُرُوجِي عَدْوًا حَتَّى دَخَلْت الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي نَحْوٍ مِنْ عَشَرَةٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ‏:‏ وَيْحَك مَا وَرَاك، قَالَ‏:‏ قُلْتُ قَدْ وَاللهِ فُرِغَ مِنَ الرَّجُلِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ تَبًّا لَكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرْت فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ‏.‏

38832- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان أَتَى عَلِيٌّ طَلْحَةَ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى وَسَائِدَ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُك اللَّهَ، لَمَا رَدَدْت النَّاسَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مَقْتُولٌ، فَقَالَ طَلْحَةُ‏:‏ لاَ وَاللهِ حَتَّى تُعْطِيَ بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا‏.‏

38833- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ‏:‏ عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ تَمْزِيقَ الْمَصَاحِفِ وَآمَنُوا بِمَا كَتَبَ لَهُمْ‏.‏

38834- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ خَطَبَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا قَتَلْته وَلاَ مَالأْت عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ‏:‏ أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْت الآنَ يَتَفَرَّقُ عَنْك أَصْحَابُك، فَلَمَّا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ‏:‏ مَنْ كَانَ سَائِلاً عَنْ دَمِ عُثْمَانَ فَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ مُحَمَّدٌ‏:‏ هَذِهِ كَلِمَةٌ قُرَشِيَّةٌ ذَاتُ وَجْهٍ‏.‏

38835- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان، قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا وَحَلَّقَ بِيَدِهِ، وَقَالَ‏:‏ فُتِقَ فِي الإِسْلاَم فَتْقٌ لاَ يَرْتِقُهُ جَبَلٌ‏.‏

38836- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَسْلمُ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ مَا كَانَ، وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِي أَمْرِهِ، أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ له‏:‏ أَبَا الْمُنْذِرِ، مَا الْمَخْرَجُ، قَالَ‏:‏ كِتَابُ اللهِ، قَالَ‏:‏ مَا اسْتَبَانَ لَكَ مِنْهُ فَاعْمَلْ بِهِ وَانْتَفِعْ بِهِ، وَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْك فَآمِنْ بِهِ وَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ‏.‏

38837- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ جُزَيِّ بْنِ بُكَيْر الْعَبْسِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ حُذَيْفَةُ إِلَى عُثْمَانَ لِيُوَدِّعَهُ، أَوْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَدْبَرَ، قَالَ‏:‏ رُدُّوهُ، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ‏:‏ مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا أَبْغَضْتُك مُنْذُ أَحْبَبْتُك، وَلاَ غَشَشْتُك مُنْذُ نَصَحْت لَكَ، قَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ مِنْهُمْ وَأَبَرُّ، انْطَلِقْ، فَلَمَّا أَدْبَرَ، قَالَ‏:‏ رُدُّوهُ، قَالَ‏:‏ مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ، فَقَالَ‏:‏ حُذَيْفَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ، أَجَلْ وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ إخْرَاجَ الثَّوْرِ، ثُمَّ لَتُذْبَحَنَّ ذَبْحَ الْجَمَلِ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَهُ مِنْ ذَلِكَ أَفكلٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَجِيءَ بِهِ يُدْفَعُ، قَالَ‏:‏ هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ حُذَيْفَةُ، قَالَ‏:‏ وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ إخْرَاجَ الثَّوْرِ وَلَتُذْبَحَنَّ ذَبْحَ الْجَمَلِ، فَقَالَ‏:‏ ادفنها ادفنها‏.‏

38838- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَان يَبْكِي وَيَقُولُ‏:‏ الْيَوْمَ هَلَكَتِ الْعَرَبُ‏.‏

38839- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ نَاسًا كَانُوا عِنْدَ فُسْطَاطِ عَائِشَةَ فَمَرَّ بِهِمْ عُثْمَان، أُرَى ذَلِكَ بِمَكَّةَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ لَعَنَهُ، أَوْ سَبَّهُ غَيْرِي، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَكَانَ عُثْمَان عَلَى الْكُوفِيِّ أَجْرَأَ مِنْهُ عَلَى غَيْرِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا كُوفِي، أَتَسُبُّنِي ‏؟‏ اقْدُمَ الْمَدِينَةَ، كَأَنَّهُ يَتَهَدَّدُهُ، قَالَ‏:‏ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لَهُ‏:‏ عَلَيْك بِطَلْحَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ طَلْحَةُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَان‏:‏ وَاللهِ لأَجْلِدَنَّكَ مِئَة، قَالَ‏:‏ فَقَالَ طَلْحَةُ‏:‏ وَاللهِ لاَ تَجْلِدْهُ مِئَة إِلاَّ أَنْ يَكُونَ زَانِيًا، قَالَ لأَحْرِمَنَّكَ عَطَاءَك، قَالَ‏:‏ فَقَالَ طَلْحَةُ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُهُ‏.‏

38840- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ، قَالَ‏:‏ أَرْسَلَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ أَدْعُوهُ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْته فَإِذَا هُوَ يُغَدِّي النَّاسَ، فَدَعَوْته فَأَتَاهُ، فَقَالَ‏:‏ أَفْلَحُ الْوَجْهُ أَبَا الْفَضْلِ، قَالَ‏:‏ وَوَجْهُك أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ مَا زِدْت أَنْ أَتَانِي رَسُولُك وَأَنَا أَغُدِّيَ النَّاسَ فَغَدَّيْتهمْ، ثُمَّ أَقْبَلْت، فَقَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ أُذَكِّرُك اللَّهَ فِي عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكَ وَأَخُوك فِي دِينِكَ وَصَاحِبُك مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصِهْرُك، وَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّك تُرِيدُ أَنْ تَقُومَ بِعَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَاعْفِنِي مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُثْمَان‏:‏ أَنَا أول مَا أجبتك أَنْ قَدْ شَفَّعْتُك، أَنَّ عَلِيًّا لَوْ شَاءَ مَا كَانَ أَحَدٌ دُونَهُ، وَلَكِنَّهُ أَبَى إِلاَّ رَأْيَهُ، وَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ أُذَكِّرُك اللَّهَ فِي ابْنِ عَمِّكَ، وَابْنِ عَمَّتِكَ وَأَخِيك فِي دِينِكَ وَصَاحِبِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ وَوَلِيِّ بَيْعَتِكَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ لَوْ أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ مِنْ دَارِي لَخَرَجْت، فَأَمَّا أَنْ أُدَاهِنَ أَنْ لاَ يُقَامَ كِتَابُ اللهِ فَلَمْ أَكُنْ لأَفْعَلَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ‏:‏ سَمعْته مَا لاَ أُحْصِي وَعَرَضْته عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ‏.‏

38841- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو الْكُوفَةَ أَتَى الْحَارِثُ بْنُ الأَزْمَعِ عَمْرًا، فَخَرَجَ عَمْرٌو وَهُوَ رَاكِبٌ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ‏:‏ جِئْت فِي أَمْرٍ لَوْ وَجَدْتُك عَلَى قَرَارٍ لَسَأَلْتُك، فَقَالَ عَمْرٌو‏:‏ مَا كُنْت لِتَسْأَلَنِي، عَنْ شَيْءٍ وَأَنَا عَلَى قَرَارٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُك بِهِ الآنَ، قَالَ‏:‏ فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ اجْتَمَعَتِ السَّخْطَةُ وَالأَثَرَةُ، فَغَلَبَتِ السَّخْطَةُ الأَثَرَةَ، ثُمَّ سَارَ‏.‏

38842- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الأَقْرَعُ، قَالَ‏:‏ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى الأُسْقُفّ، قَالَ‏:‏ فَهُوَ يَسْأَلُهُ وَأَنَا قَائِمٌ عَلَيْهِمَا أُظِلُّهُمَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ هَلْ تَجِدُنَا فِي كِتَابِكُمْ، قَالَ‏:‏ نَعَتَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ، قَالَ‏:‏ فَمَا تَجِدُنِي، قَالَ‏:‏ أَجِدُك قَرْنَ حَدِيدٍ، قَالَ‏:‏ فنفط عُمَرُ في وَجْهِهِ وَقَالَ‏:‏ قَرْنُ حَدِيدٍ، قَالَ أَمِينٌ شَدِيدٌ، قَالَ‏:‏ فَكَأَنَّهُ فَرِحَ بِذَلِكَ، قَالَ فَمَا تَجِدُ بَعْدِي، قَالَ خَلِيفَةُ صِدْقٍ يُؤْثِرُ أَقْرَبِيهِ، قَالَ، يقول عُمَرُ‏:‏ يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفَّانَ، قَالَ‏:‏ فَمَا تَجِدُ بَعْدَهُ، قَالَ‏:‏ صَدْعُ حَدِيدٍ، قَالَ‏:‏ وَفِي يَدِ عُمَرَ شَيْءٌ يُقَلِّبُهُ، قَالَ‏:‏ فَنَبَذَهُ، وَقَالَ‏:‏ يَا دَفْرَاه، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ مُسْلِمٌ وَرَجُلٌ صَالِحٌ، وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ، وَقَالَ‏:‏ الصَّلاَةُ‏.‏

38843- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْهَيْثُمَّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لاَ تَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ فَلَئِنْ سَلَلْتُمُوهَا لاَ تُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ‏:‏ أَنْظَرُونِي ثَمَانَ عَشَرَةَ، يَعْنِي يَوْمَ عُثْمَانَ‏.‏

38844- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ كَعْبٌ‏:‏ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَذَا وَفِي يَدَيْهِ شِهَابَانِ مِنْ نَارٍ، يَعْنِي قَاتِلَ عُثْمَانَ، فَقَتَلَهُ‏.‏

38845- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْد الأَنْصَارِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ عُثْمَان، أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا، فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَكَانَ فِي قَرْيَةٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ، أَوْ كَمَا قَالَ‏:‏ قَالَ‏:‏ فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، قَالَ‏:‏ أُرَاهُ، قَالَ‏:‏ وَكَرِهَ أَنْ يَقْدُمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، أَوْ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا‏:‏ ادْعُ بِالْمُصْحَفِ، فَدَعَا بِالْمُصْحَفِ فَقَالُوا‏:‏ افْتَحَ السَّابِعَةَ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ، فَقَرَأَهَا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ‏}‏ قَالُوا‏:‏ أَرَأَيْت مَا حَمَيْت مِنَ الْحِمَى آللَّهُ أَذِنَ لَكَ بِهِ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرِي، فَقَالَ‏:‏ أَمْضِهِ، أنْزلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا الْحِمَى فَإِنَّ عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وُلِّيتُ زَادَتْ إبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْت فِي الْحِمَى لِمَا زَادَ مِنْ إبِلِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالآيَةِ فَيَقُولُ‏:‏ أَمْضِهِ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا‏.‏ َالَّذِي يَلِي كَلاَمُ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي سِنِّكَ، يَقُولُ أَبُو نَضْرَةَ‏:‏ يَقُولُ لِي ذَلِكَ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ‏:‏ وَأَنَا فِي سِنِّكَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ‏:‏ وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي، أَوْ لَمْ يَسْتَوِ وَجْهِي يَوْمَئِذٍ، لاَ أَدْرِي لَعَلَّهُ، قَالَ مَرَّةً أُخْرَى‏:‏ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ فِي ثَلاَثِينَ سَنَةً‏.‏

ثُمَّ أَخَذُوهُ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا مَخْرَجٌ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ‏:‏ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ مَا تُرِيدُونَ فَأَخَذُوا مِيثَاقَهُ، قَالَ‏:‏ وَأَحْسِبُهُ، قَالَ‏:‏ وَكَتَبُوا عَلَيْهِ شَرْطًا، قَالَ‏:‏ وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ، أَنْ لاَ يَشُقُّوا عَصًا وَلاَ يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا أَقَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ، أَوْ كَمَا أَخَذُوا عَلَيْهِ‏.‏ فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ مَا تُرِيدُونَ فَقَالُوا‏:‏ نُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَطَاءً، فَإِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَضُوا، وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ، فَقَامَ فَخَطَبَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ إنِّي مَا رَأَيْت وَافِدًا هُمْ خَيْرٌ لِحَوْبَاتِي مِنْ هَذَا الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيَّ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى‏:‏ حَسِبْت، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مِنْ هَذَا الْوَفْدِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَلاَ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَحْتَلِبْ، أَلاَ إِنَّهُ لاَ مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا، إنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا‏:‏ مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ‏.‏

ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إذْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلَيْهِمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ وَيَسُبُّهُمْ، فَقَالُوا لَهُ‏:‏ إِنَّ لَكَ لأَمْرًا مَا شَأْنُك، قَالَ‏:‏ أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ فَفَتَّشُوهُ فَإِذَا بِالكِتَابٍ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ، عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلٍ مِصْرَ أَنْ يَقْتُلَهُمْ، أَوْ يَقْطَعَ أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلَهُمْ‏.‏

فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا‏:‏ أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللهِ، أَمَرَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، وَاللهِ قَدْ أُحِلَّ دَمُهُ قُمْ مَعَنا إلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ وَاللهِ، لاَ أَقُومُ مَعَكُمْ، قَالُوا‏:‏ فَلِمَ كَتَبْت إلَيْنَا، قَالَ‏:‏ لاَ وَاللهِ مَا كَتَبْت إلَيْكُمْ كِتَابًا قطُّ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‏:‏ أَلِهَذَا تُقَاتِلُونَ، أَوْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ، أَوْ قَرْيَةٍ لَهُ‏.‏ فَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالُوا‏:‏ كَتَبْتُ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ‏:‏ إنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ، أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يَمِينًا‏:‏ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، مَا كَتَبْتُ وَلاَ أَمْلَيْتُ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ، أَنَّ الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ وَيُنْقَشُ الْخَاتَمَ عَلَى الْخَاتَمِ، فَقَالُوا لَهُ‏:‏ قَدْ وَاللهِ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَك، وَنُقِضَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَحَصَرُوهُ فِي الْقَصْرِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، قَالَ‏:‏ فَمَا أُسْمِعَ أَحَدًا رَدَّ السَّلاَمَ إِلاَّ أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ رُومَةً بِمَالِي لأَسْتَعْذِبَ بِهَا، قَالَ‏:‏ فَجَعَلْتُ رِشَائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقِيلَ‏:‏ نَعَمْ، فَقَالَ‏:‏ فَعَلاَمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ‏.‏

قَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الأَرْضِ فَزِدْته فِي الْمَسْجِد، قِيلَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قبلي قِيلَ قَالَ‏:‏ وَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذَكَرَ كَذَا وَكَذَا شَيْئًا مِنْ شَأْنِهِ، وَذَكَرَ أُرَى كِتَابَةَ الْمُفَصَّلِ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَفَشَا النَّهْي، وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ‏:‏ مَهْلاً، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَشَا النَّهْيُ وَقَامَ الأَشْتَرُ، فَلاَ أَدْرِي يَوْمَئِذٍ أَمْ يَوْم آخَرَ، فَقَالَ‏:‏ لَعَلَّهُ قَدْ مَكَرَ بِهِ وَبِكُمْ، قَالَ‏:‏ فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى أُلْقِيَ كَذَا وَكَذَا‏.‏

ثُمَّ إِنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِم الْمَوْعِظَةُ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَهَا، فَإِذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ فِيهِم الْمَوْعِظَةُ‏.‏ ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان‏:‏ لَقَدْ أَخَذْت مِنِّي مَأْخَذًا، أَوْ قَعَدْت مِنِّي مَقْعَدًا مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَأْخُذَهُ، أَوْ لِيَقْعُدَهُ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ‏:‏ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللهِ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْمَوْتُ الأَسْوَدُ فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ هُوَ أَلْيَنُ مِنْ حَلْقِهِ، وَاللهِ لَقَدْ خَنَقْته حَتَّى رَأَيْت نَفَسَهُ مِثْلَ نَفَسِ الْجَانِّ تَرَدَّدَ فِي جَسَدِهِ‏.‏

ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللهِ وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَهْوَى إلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلاَ أَدْرِي أَبَانَهَا، أَوْ قَطَعَهَا فَلَمْ يُبِنْهَا، فقَالَ‏:‏ أَمَا وَاللهِ، إِنَّهَا لأَوَّلُ كَفٍّ قَطُّ خَطَّت الْمُفَصَّلَ‏.‏

َحُدِّثْتُ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ‏:‏ فَدَخَلَ عَلَيْهِ التّجوبِيُّ فَأَشْعَرَهُ بِمِشْقَصٍ، فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏فَسَيَكْفِيكَهُمَ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ وَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ‏.‏ وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ حُلِيَّهَا فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ، فَلَمَّا أَشْعَرَ، أَوْ قُتِلَ تَجَافَتْ، أَوْ تَفَاجّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ قَاتَلَهَا اللَّهُ، مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا، فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلاَّ الدُّنْيَا‏.‏

38846- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ أَخُو حَمَّادِ بْنِ نُمَيْرٍ‏,‏ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي جَهْمٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ، قَالَ‏:‏ أَنَا شَاهِدُ هَذَا الأَمْرِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلُوا إِلَى عُثْمَانَ أَنِ ائْتِنَا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَذْكُرَ لَكَ أَشْيَاءَ أَحْدَثْتهَا، أَوْ أَشْيَاءَ فَعَلْتهَا، قَالَ‏:‏ فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ أَنِ انْصَرَفُوا الْيَوْمَ، فَإِنِّي مُشْتَغِلٌ وَمِيعَادُكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَشْزنَ، قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ‏:‏ أَشْزنَ‏:‏ أَسْتَعِدُّ لِخُصُومَتِكُمْ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَانْصَرَفَ سَعْدٌ، وَأَبِي عَمَّارٍ أَنْ يَنْصَرِفَ، قَالَهَا أَبُو مِحْصَنٍ مَرَّتَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَتَنَاوَلَهُ رَسُولُ عُثْمَانَ فَضَرَبَهُ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِلْمِيعَادِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَ لَهُمْ عُثْمَان مَا تَنْقِمُونَ مِنِّي، قَالُوا‏:‏ نَنْقِمُ عَلَيْك ضَرْبَك عَمَّارًا، قَالَ‏:‏ قَالَ عُثْمَان‏:‏ جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلْتُ إلَيْهِمَا، فَانْصَرَفَ سَعْدٌ، وَأَبِي عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ، فَتَنَاوَلَهُ رَسُولٌ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي فَوَاللهِ مَا أَمَرْت وَلاَ رَضِيت، فَهَذِهِ يَدِي لِعَمَّارٍ فَلْيَصْطَبِر، قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ‏:‏ يَعْنِي يَقْتَصُّ‏.‏

قَالُوا‏:‏ نَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّكَ جَعَلْت الْحُرُوفَ حَرْفًا وَاحِدًا، قَالَ‏:‏ جَاءَنِي حُذَيْفَةُ، فَقَالَ‏:‏ مَا كُنْت صَانِعًا إِذَا قِيلَ‏:‏ قِرَاءَةُ فُلاَنٍ وَقِرَاءَةُ فُلاَنٍ وَقِرَاءَةُ فُلاَنٍ، كَمَا اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا فَمِنَ اللهِ، وَإِنْ يَكُ خَطَأً فَمِنْ حُذَيْفَةَ‏.‏ قَالُوا‏:‏ نَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّك حَمَيْت الْحِمَى، قَالَ‏:‏ جَاءَتْنِي قُرَيْشٌ، فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمٌ إِلاَّ لَهُمْ حِمًى يَرْعَوْنَ فِيهِ غَيْرَنَا، فَفَعَلْت ذَلِكَ لَهُمْ فَإِنْ رَضِيتُمْ فَأَقِرُّوا، وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَغَيِّرُوا، أَوَ قَالَ‏:‏ لاَ تُقِرُّوا شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ‏.‏

قَالُوا‏:‏ وَنَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّك اسْتَعْمَلْت السُّفَهَاءَ أَقَارِبَك، قَالَ‏:‏ فَلْيَقُمْ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ يَسْأَلُونِي صَاحِبَهُمَ الَّذِي يُحِبُّونَهُ فَأَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهِمْ وَأَعْزِلُ عَنْهُمَ الَّذِي يَكْرَهُونَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ‏:‏ رَضِينَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا، وَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ‏:‏ اعْزِلْ سَعِيدًا، وَقَالَ الْوَلِيدُ شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ‏:‏ وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا أَبَا مُوسَى فَفَعَلَ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ‏:‏ قَدْ رَضِينَا بِمُعَاوِيَةَ فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا، وَقَالَ أَهْلُ مِصْرَ‏:‏ اعْزِلْ عَنَّا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَفَعَلَ، قَالَ‏:‏ فَمَا جَاؤُوا بِشَيْءٍ إِلاَّ خَرَجَ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ فَانْصَرَفُوا رَاضِينَ‏.‏

فَبَيْنَمَا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إذْ مَرَّ بِهِمْ رَاكِبٌ فَاتَّهَمُوهُ فَفَتَّشُوهُ فَأَصَابُوا مَعَهُ كِتَابًا فِي إدَاوَةٍ إِلَى عَامِلِهِمْ أَنْ خُذْ فُلاَنًا وَفَُلاَنًا فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعُوا فَبَدَؤُوا بِعَلِيٍّ فَأَتَوْهُ فَجَاءَ مَعَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالُوا‏:‏ هَذَا كِتَابُك وَهَذَا خَاتَمُك، فَقَالَ عُثْمَان‏:‏ وَاللهِ مَا كَتَبْت وَلاَ عَلِمْت وَلاَ أَمَرْت، قَالَ‏:‏ فَمَنْ تَظُنُّ ‏؟‏ قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ‏:‏ تَتَّهِمُ، قَالَ‏:‏ أَظُنُّ كَاتِبِي غَدَرَ‏,‏ وَأَظُنُّك بِهِ يَا عَلِيُّ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ‏:‏ وَلِمَ تَظُنُّنِي بِذَاكَ، قَالَ‏:‏ لأَنَّك مُطَاعٌ عِنْدَ الْقَوْمِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ لَمْ تَرُدَّهُمْ عَنِّي‏.‏ قَالَ‏:‏ فَأَبَى الْقَوْمُ وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى حَصَرُوهُ، قَالَ‏:‏ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ‏:‏ بِمَ تَسْتَحِلُّونَ دَمِي، فَوَاللهِ مَا حَلَّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ‏:‏ مُرْتَدٌّ، عَنِ الإِسْلاَم، أَوْ ثَيِّبٌ زَانٍ، أَوْ قَاتِلُ نَفْسٍ، فَوَاللهِ مَا عَمِلْتُ شَيْئًا مِنْهُنَّ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، قَالَ‏:‏ فَأَلَحَّ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ وَنَاشَدَ عُثْمَان النَّاسَ أَنْ لاَ تُرَاقَ فِيهِ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ‏.‏ فَلَقَدْ رَأَيْت ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ فِي كَتِيبَةٍ حَتَّى يَهْزِمَهُمْ، لَوْ شَاؤُوا أَنْ يَقْتُلُوا مِنْهُمْ لَقَتَلُوا، قَالَ‏:‏ وَرَأَيْت سَعِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ الْبَخْتَرِيَّ وَإِنَّهُ لَيَضْرِبَ رَجُلاً بِعَرْضِ السَّيْفِ لَوْ شَاءَ أَنْ يَقْتُلَهُ لَقَتَلَهُ، وَلَكِنَّ عُثْمَانَ عَزَمَ عَلَى النَّاسِ فَأَمْسَكُوا‏.‏ قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنِ بُدَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ وَالتُّجِيبِيُّ، قَالَ‏:‏ فَطَعَنَهُ أَحَدُهُمَا بِمِشْقَصٍ فِي أَوْدَاجِهِ وَعَلاَهُ الآخَرُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا هِرَابًا يَسِيرُونَ بِاللَّيْلِ وَيَكْمُنُونَ بِالنَّهَارِ حَتَّى أَتَوْا بَلَدًا بَيْنَ مِصْرَ وَالشَّامِ، قَالَ‏:‏ فَكَمِنُوا فِي غَارٍ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ نَبَطِيٌّ مِنْ تِلْكَ الْبِلاَدِ مَعَهُ حِمَارٌ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ ذُبَابٌ فِي مِنْخَرِ الْحِمَارِ، قَالَ‏:‏ فَنَفَرَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِمَ الْغَارَ، وَطَلَبَهُ صَاحِبُهُ فَرَآهُمْ‏:‏ فَانْطَلَقَ إِلَى عَامِلِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَهُمْ مُعَاوِيَةُ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ‏.‏

38847- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا ذَكَرُوا مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ الَّذِي ذَكَرُوا أَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالُوا‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلاَ تَرَى مَا قَدْ أَحْدَثَ هَذَا الرَّجُلُ، فَقَالَ‏:‏ بَخٍ بَخٍ فَمَا تَأْمُرُونِي قَالَ‏:‏ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ الرُّومِ وَفَارِسَ إِذَا غَضِبُوا عَلَى مَلِكٍ قَتَلُوهُ، قَدْ وَلاَّهُ اللَّهُ الَّذِي وَلاَّهُ فَهُوَ أَعْلَمُ لَسْتُ بِقَائِلٍ فِي شَأْنِهِ شَيْئًا‏.‏

38848- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافَ قَالَ‏:‏ سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ، عَنِ الْخَوَارِجِ، فَقُلْتُ لَهُمْ‏:‏ أَطْوَلُ النَّاسِ صَلاَةً وَأَكْثَرُهُمْ صَوْمًا غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا خَلَّفُوا الْجِسْرَ أَهَرَاقُوا الدِّمَاءَ وَأَخَذُوا الأَمْوَالَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَسْأَلْ عَنْهُمْ إَلاَّ ذَا أَمَّا إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَهُمْ‏:‏ لاَ تَقْتُلُوا عُثْمَانَ، دَعُوهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ إحْدَى عَشْرَةَ لَيَمُوتَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ مَوْتًا فَلَمْ يَفْعَلُوا وَإِنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ نَبِيٌّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يُقْتَلْ خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا‏.‏

38849- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ‏:‏ أَخْتَرِطُ سَيْفِي ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهُ إذًا مِنْ دَمِكَ، وَلَكِنْ، شِمْ سَيْفَك وَارْجِعْ إِلَى أَبِيك‏.‏

38850- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ‏:‏ دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلٍ، فَقَالَ‏:‏ قَتَلُوا عُثْمَانَ، ثُمَّ أَتَوْنِي، فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ أَتُرِيبُك نَفْسُك‏.‏

38851- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالاَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ هَاتَانِ رِجْلاَي، فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ أَنْ تَجْعَلُوهُمَا فِي الْقُيُودِ فَاجْعَلُوهُمَا فِي الْقُيُودِ‏.‏

38852- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ حُذَيْفَةُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَان‏:‏ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَصَابَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ خَيْرًا، أَوْ رُشْدًا، أَوْ رِضْوَانًا فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ لِي فِيهِ نَصِيبٌ، وَإِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ فَقَدْ عَلِمْت بَرَاءَتِي، قَالَ‏:‏ اعْتَبِرُوا قَوْلِي مَا أَقُولُ لَكُمْ، وَاللهِ إِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَصَابَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ لَتَحْتَلِبُنَّ بِهِ لَبَنًا، وَلَئِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ لَتَحْتَلِبُنَّ بِهِ دَمًا‏.‏

38853- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِعُثْمَانَ لَوْ أَمَرْتنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ قَتبٍ لَتَعَلَّقْت بِهَا أَبَدًا حَتَّى أَمُوتَ‏.‏

38854- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لَوْ سَيَّرَنِي عُثْمَان إِلَى صِرَارٍ لَسَمِعْت لَهُ وَأَطَعْت‏.‏

38855- حدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِيدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ لَوْ أَمَرَنِي عُثْمَان أَنْ أَمْشِيَ عَلَى رَأْسِي لَمَشَيْت‏.‏

38856- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمْرٍو الْخَارِفِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَحَدَ النَّفَرِ الَّذِينَ قَدِمُوا فَنَزَلُوا بِذِي الْمَرْوَةِ فَأَرْسَلُونَا إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَزْوَاجِهِ نَسْأَلُهُمْ‏:‏ أَنُقْدِمُ، أَوْ نَرْجِعُ، وَقِيلَ لَنَا‏:‏ اجْعَلُوا عَلِيًّا آخِرَ مَنْ تَسْأَلُونَ، قَالَ‏:‏ فَسَأَلْنَاهُمْ فَكُلُّهُمْ أَمَرَ بِالْقُدُومِ فَأَتَيْنَا عَلِيًّا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ‏:‏ سَأَلْتُمْ أَحَدًا قَبْلِي قُلْنَا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَمَا أَمَرُوكُمْ بِهِ ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ أَمَرُونَا بِالْقُدُومِ، قَالَ‏:‏ لَكِنِّي لاَ آمُرُكُمْ، إِمَّا لاَ، بَيْضٌ فَلْيُفْرِخْ‏.‏

38857- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الآجرَ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، قَالاَ‏:‏ قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ أَشْعَثَ، فَقِيلَ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ، فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَنَا رَايَةً فَنَأْتِيك بِرِجَالٍ مَا شِئْت، فَقَالَ‏:‏ يَا أَهْلَ الإِسْلاَم، لاَ تَعْرِضُوا عَلَيَّ أَذَاكُمْ، لاَ تُذِلُّوا السُّلْطَانَ، فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ أَذَلَّهُ اللَّهُ، وَاللهِ أَنْ لَوْ صَلَبَنِي عُثْمَان عَلَى أَطْوَلِ حَبْلٍ، أَوْ أَطْوَلِ خَشَبَةٍ لَسَمِعْت وَأَطَعْت وَصَبَرْت وَاحْتَسَبْت وَرَأَيْت، أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي، وَلَوْ سَيَّرَنِي مَا بَيْنَ الأُفُقِ إِلَى الأُفُقِ، أَوْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، لَسَمِعْت وَأَطَعْت وَصَبَرْت وَاحْتَسَبْت وَرَأَيْت، أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي‏.‏

38858- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ سَمِعْت أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ‏:‏ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان، قَالَ أَبُو مُوسَى‏:‏ إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ فِتْنَةٌ بَاقِرَةٌ كَدَاءِ الْبَطْنِ، لاَ يدْرَى أَنَّى نُؤْتَى، تَأْتِيكُمْ مِنْ مَأْمَنِكُمْ وَتَدَعُ الْحَلِيمَ كَأَنَّهُ ابْنُ أَمْسِ، قَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ وَانْتَصِلُوا رِمَاحَكُمْ‏.‏

38859- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِمَّنْ بَكَى عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ‏.‏

38860- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِي، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ أَتَت الأَنْصَارُ عُثْمَانَ فَقَالُوا‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَنْصُرُ اللَّهَ مَرَّتَيْنِ، نَصَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَنْصُرُك، قَالَ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَاكَ، ارْجِعُوا، قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ وَاللهِ لَوْ أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ بِأَرْدِيَتِهِمْ لَمَنَعُوهُ‏.‏

38861- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان فِي الدَّارِ‏:‏ لاَ تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ قَلِيلٌ وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا‏.‏

38862- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ‏:‏ حدثني العلاء بن المنهال قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُنْذَرُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ‏:‏ فَنَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ عُثْمَانَ فَقَالَ‏:‏ مَهْ، فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ كَانَ أَبُوك يَسُبُّ عُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ مَا سَبَّهُ، وَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ يَوْمَ جِئْته وَجَاءَهُ السُّعَاةُ، فَقَالَ‏:‏ خُذْ كِتَابَ السُّعَاةِ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَخَذْته فَذَهَبْت بِهِ إلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، فَجِئْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْته، فَقَالَ‏:‏ ضَعْهُ مَوْضِعَهُ، فَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ‏.‏

38863- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي فُلاَنٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرَّصَافَةِ يَقُولُ‏:‏ وَاللهِ لَقَدْ نَصَحَ عَلِيٌّ وَصَحَّحَ فِي عُثْمَانَ، لَوْلاَ أَنَّهُمْ أَصَابُوا الْكِتَابَ لَرَجَعُوا‏.‏

38864- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلأَشْتَرِ‏:‏ لَقَدْ كُنْت كَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ فَكَيْفَ رَجَعْت عَنْ رَأْيِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَجَلْ، وَاللهِ إِنْ كُنْت لَكَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ وَلَكِنْ جِئْت بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ لأُدْخِلَهَا الدَّارَ، وَأَرَدْت أَنْ أُخْرِجَ عُثْمَانَ فِي هَوْدَجٍ، فَأَبَوْا أَنْ يَدَعُونِي وَقَالوا‏:‏ مَا لَنَا وَلَك يَا أَشْتَرُ، وَلَكِنِّي رَأَيْت طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَالْقَوْمَ بَايَعُوا عَلِيًّا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، ثُمَّ نَكَثُوا عَلَيْهِ، قُلْتُ‏:‏ فَابْنُ الزُّبَيْرِ الْقَائِلُ‏:‏ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا، قَالَ‏:‏ لاَ وَاللهِ، وَلاَ رَفَعْت السَّيْفَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَا أَرَى أَنَّ فِيهِ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ لأَنِّي كُنْت عَلَيْهِ بِحَنَقٍ لأَنَّهُ اسْتَخَفَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَخْرَجَهَا، فَلَمَّا لَقِيته مَا رَضِيت لَهُ بِقُوَّةِ سَاعِدِي حَتَّى قُمْت فِي الرِّكَابَيْنِ قَائِمًا فَضَرَبْته عَلَى رَأْسِهِ، فَرَأَيْتُ أَنِّي قَدْ قَتَلْته، وَلَكِنَّ الْقَائِلَ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ، لَمَّا لَقِيته اعْتَنَقْته فَوَقَعْت أَنَا وَهُوَ عَنْ فَرَسَيْنَا، فَجَعَلَ يُنَادِي‏:‏ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ لاَ يَدْرُونَ مَنْ، يَعْنِي، وَلَمْ يَقُلْ‏:‏ الأَشْتَرُ، لَقُتِلْت‏.‏

38865- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ الأَشْتَرِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَتَى طَلْحَةَ، فَقَالَ‏:‏ يا طلحة إِنَّ هَؤُلاَءِ، يَعْنِي أَهْلَ مِصْرَ‏,‏ يَسْمَعُونَ مِنْك وَيُطِيعُونَك، فَانْهَهُمْ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ دَمٍ أَرَادَ اللَّهُ إهْرَاقَهُ‏,‏ فَأَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ الأَشْتَرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ بِئْسَ مَا ظَنَّ ابْنُ الْحَضْرَمِيَّةِ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَ عَمَّتي وَيَغْلِبَنِي عَلَى مُلْكِي بِئْسَ مَا رأى‏.‏

38866- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ مَا عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا اتُّهِمَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ حَتَّى بُويِعَ فَلَمَّا بُويِعَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ‏.‏

38867- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمِيرَةَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَ‏:‏ قَامَ رَجُلٌ فِي مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، أَحَدُ بَنِي جُشَمٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَؤُلاَءِ القوم الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْكُمْ، إِنْ كَانَ إنَّمَا بِهِمُ الْخَوْفُ فَجَاؤُوا مِنْ حَيْثُ يَأْمَنُ الطَّيْرُ، وَإِنْ كَانَ إنَّمَا بِهِمْ قَتْلُ عُثْمَانَ فَهُمْ قَتَلُوهُ‏,‏ وَإِنَّ الرَّأْيَ فِيهِمْ أَنْ تُنَخَّس بِهِمْ دَوَابُّهُمْ حَتَّى يَخْرُجُوا‏.‏

38868- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ‏.‏

38869- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان، قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ‏:‏ لاَ يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنزَانِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ فُقِئَتْ عَيْنُهُ فَقِيلَ‏:‏ لاَ تَنْتَطِحُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ عَنْزَانِ، قَالَ بَلَى، وَتُفْقَأُ فِيهِ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ‏.‏

38870- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ الأَزْدِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ كم مَالَك يَا أَبَا ظَبْيَانَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ أَنَا فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِئَةٍ، قَالَ‏:‏ فَاِتَّخِذْ سابياء فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَجِيءَ أُغَيْلِمَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَمْنَعُونَ هَذَا الْعَطَاءَ‏.‏

38871- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ يَقُولُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَاللهِ لَيَقَعَنَّ الْقَتْلُ وَالْمَوْتُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ‏,‏ حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الكِبَا، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ‏:‏ يَعْنِي الْكُنَاسَةَ، فَيَجِدُ بِهَا النَّعْلَ، فَيَقُولُ‏:‏ كَأَنَّهَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ‏.‏

38872- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَلِمَةً، وَمِنَ النَّجَاشِيِّ كَلِمَةً، سَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ انْظُرُوا قُرَيْشًا فَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمْ وَذَرُوا فِعْلَهُمْ، قَالَ‏:‏ وَكُنْت عِنْدَ النَّجَاشِيِّ إذْ جَاءَ ابْنٌ لَهُ مِنَ الْكُتَّابِ فَقَرَأَ آيَةً مِنَ الإِنْجِيلِ فَفَهِمْتُهَا فَضَحِكْت، فَقَالَ‏:‏ مِمَّنْ تَضْحَكُ أَتَضْحَكُ مِنْ كِتَابِ اللهِ ‏؟‏ أَمَا وَاللهِ، إِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللهِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى، أَنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الأَرْضِ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ‏.‏

38873- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِقُرَيْشٍ‏:‏ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُوا عَمَلاً يَنْزِعُهُ اللَّهُ مِنْكُمْ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحُوكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ‏.‏

38874- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ قامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى بَابٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ مَا دَامُوا إِذَا اُسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وَإِذَا مَا حَكَمُوا عَدَلُوا، وَإِذَا مَا قَسَمُوا أَقْسَطُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ‏.‏

38875- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، قَالَ‏:‏

أَخْبَرَنِي رَبُّ هَذَا الدَّارِ أَبُو هِلاَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَمِعُوا غِنَاءً فَاسْتَشْرَفُوا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، فَأَتَاهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ وَيُجِيبُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏

لاَ يَزَالُ حواريٌّ تَلُوحُ عِظَامُهُ *** زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا‏.‏

فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، اللَّهُمَّ دُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا‏.‏

38876- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنِ الأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُكْمِلٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ أَقْبَلَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ‏:‏ يَا عُثْمَان، أَلاَ أُخْبِرُك شَيْئًا سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ بَلَى، قُلْتُ‏:‏ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُونَ مَا تُنْكِرُونَ، فَلَيْسَ لأُولَئِكَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ‏.‏

38877- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ الأَوْدِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَتْنِي بِنْتُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَاهَا ثَقُلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ زِيَادَة فَجَاءَ يَعُودُهُ فَجَلَسَ فَعَرَفَ فِيهِ الْمَوْتَ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا مَعْقِلُ أَلاَ تُحَدِّثُنَا فَقَدْ كَانَ اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِأَشْيَاءَ نَسْمَعُهَا مِنْك، فَقَالَ‏:‏ إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ لَيْسَ مِنْ وَالٍ يَلِي أُمَّةً قَلَّتْ، أَوْ كَثُرَتْ لَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ إِلاَّ كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ فِي النَّارِ، فَأَطْرَقَ الآخَرُ سَاعَةً، فَقَالَ‏:‏ شَيْءٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَوْ مِنْ وَرَاءِ وَرَاءِ، قَالَ‏:‏ لاَ، بَلْ شَيْءٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ مَنِ اسْتَرْعَى رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهُمْ بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِئَةِ عَامٍ، قَالَ ابْنُ زِيَادٍ‏:‏ أَلاَ كُنْت حَدَّثْتنِي بِهَذَا قَبْلَ الآنَ، قَالَ‏:‏ وَالآنَ لَوْلاَ مَا أَنَا عَلَيْهِ لَمْ أُحَدِّثْك بِهِ‏.‏

38878- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَمْشِي مَعَ حُذَيْفَةَ نَحْوَ الْفُرَاتِ، فَقَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أخْرِجْتُمْ لاَ تَذُوقُونَ مِنْهُ قَطْرَةً، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ أَتَظُنُّ ذَلِكَ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا أَظُنُّهُ، وَلَكِنْ أَسْتَيْقِنُهُ‏.‏

38879- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ، قَالَ‏:‏ قالَوا‏:‏ لِمُطَرِّفٍ‏:‏ هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَشْعَثِ قَدْ أَقْبَلَ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ‏:‏ وَاللهِ لقد نزى بَيْنَ أَمْرَيْنِ‏:‏ لَئِنْ ظَهَر لاَ يَقُومُ لِلَّهِ دِينٌ، وَلَئِنْ ظُهِرَ عَلَيْهِ لاَ تَزَالُونَ أَذِلَّةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

38880- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ لَوْ أَنَّ رَجُلاً هَمَّهُ الإِسْلاَم وَعَرَفَهُ، ثُمَّ تَفَقَّدَهُ لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئًا‏.‏

38881- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ مَنْ أَرَاْدَ الْحَقَّ فَلْيَنْزِلْ بِالْبِرَازِ، يَعْنِي يُظْهِرُ أَمْرَهُ‏.‏

38882- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَمَّا رَآهُمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، قَالَ‏:‏ إنَّا أَهْلَ البَيْت اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاَءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلاَ يُعْطُونَه، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلاَ يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلؤُوهَا جَوْرًا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ‏.‏

38883- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي مَهْلٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ‏:‏ إِنَّ السُّلْطَانَ يُوَلِّي الْعَمَلَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَلِيَنَّ لَهُمْ شَيْئًا، وَإِنْ وَلِيت فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَدِّ الأَمَانَةَ‏.‏

38884- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ لاَ تُعِدَّ لَهُمْ سِفْرًا وَلاَ تَخُطَّ لَهُمْ بِقَلَمٍ‏.‏

38885- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ بِالْبَصْرَةِ وَقَدْ أُتِيَ بِجِزْيَةِ أَصْبَهَانَ ثَلاَثَةِ آلاَفِ أَلْفٍ، فَهِيَ مَوْضُوعَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا وَائِلٍ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ وَتَرَكَ مِثْلَ هَذِهِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَعْرِضُ بِهِ كَيْفَ إِنْ كَانَتْ مِنْ غُلُولٍ، قَالَ‏:‏ ذَاكَ شَرٌّ عَلَى شَرٍّ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَبَا وَائِلٍ، إِذَا أَنَا قَدِمْت الْكُوفَةَ فَأْتِنِي لَعَلِّي أُصِيبُك بِخَيْرٍ، قَالَ‏:‏ فَقَدِمَ الْكُوفَةَ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْت عَلْقَمَةَ فَأَخْبَرْته، فَقَالَ‏:‏ أَمَا إنَّك لَوْ أَتَيْته قَبْلَ أَنْ تَسْتَشِيرَنِي لَمْ أَقُلْ لَكَ شَيْئًا، فَأَمَّا إِذَا اسْتَشَرْتنِي فَإِنَّهُ بَحَقٍّ عَلَيَّ أَنْ أَنْصَحَك، فَقَالَ‏:‏ مَا أُحِبُّ، أَنَّ لِي أَلْفَيْنِ مِنَ الْفَيْءِ وَإِنِّي أَعَزُّ الْجُنْدِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنِّي لاَ أُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابُوا مِنْ دِينِي أَكْثَرَ مِنْهُ‏.‏

38886- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الصُّلْبِ بْنِ مَطَرٍ الْعِجْلِيّ، عَنْ عِيسَى الْمُرَادِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ‏:‏ يَكُونُ فِي آخِرِ هَذَا الزَّمَانِ قُرَّاءٌ فَسَقَةٌ، وَوُزَرَاءُ فَجَرَةٌ، وَأُمَنَاءُ خَوَنَةٌ، وَعُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ، وَأُمَرَاءُ كَذَبَةٌ‏.‏

38887- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَتْنِي مَوْلاَتِي سِدْرَةُ، أَنَّ جَدّكَ سَلَمَةَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَنِي، قَالَ‏:‏ لَقِيت أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ‏:‏ يَا سَلَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، ثَلاَثٌ قَدْ حَفِظْتهَا لاَ تَجْمَعْ بَيْنَ الضَّرَائِرِ فَإِنَّك لَنْ تَعْدِلَ وَلَوْ حَرَصْت، وَلاَ تَعْمَلْ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِنَّ صَاحِبَ الصَّدَقَةِ زَائِدٌ وَنَاقِصٌ، وَلاَ تَغْشَ ذَا سُلْطَانٍ فَإِنَّك لاَ تُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابُوا مِنْ دِينِكَ أَفْضَلَ مِنْهُ‏.‏

38888- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، قَالَ، قَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ اتَّقُوا أَبْوَابَ الأُمَرَاءِ فَإِنَّهَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ، أَلاَ إِنَّ الْفِتْنَةَ تشتبه مُقْبِلَةً وَتَبِينُ مُدْبِرَةً‏.‏

38889- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ‏:‏ أَظُنُّهُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ عَلَى مِنْبَرِهِ‏:‏ إنِّي أَنَا فَقَأْت عَيْنَ الْفِتْنَةِ، وَلَوْ لَمْ أَكُنْ فِيكُمْ مَا قُوتِلَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَأَهْلُ النَّهَرِ، وَايْمُ اللهِ لَوْلاَ أَنْ تَتَّكِلُوا فَتَدَعُوا الْعَمَلَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا سَبَقَ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ، لِمَنْ قَاتَلَهُمْ مُبْصِرًا لِضَلاَلَتِهِمْ عَارِفًا بِاَلَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ سَلُونِي فَإِنَّكُمْ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّاعَةِ وَلاَ عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِئَة وَتَضِلُّ مِئَة إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا، قَالَ‏:‏ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنِ الْبَلاَءِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏:‏ إِذَا سَأَلَ سَائِلٌ فَلْيَعْقِلْ، وَإِذَا سُئِلَ مَسْؤُولٌ فَلْيَتَثَبَّتْ؛ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُورًا تَتِم جَلَلاً، وَبَلاَءً مُبْلِحًا مُكْلِحًا، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونِي وَنَزَلَتْ كَرَائِهُ الأُمُورِ، وَحَقَائِقُ الْبَلاَءِ، لَفَشِلَ كَثِيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ، وَلأَطْرَقَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَسْئُولِينَ، وَذَلِكَ إِذَا فَصَلَتْ حَرْبُكُمْ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقٍ لَهَا‏,‏ وَصَارَتِ الدُّنْيَا بَلاَءً عَلَى أَهْلِهَا حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لِفِئَةِ الأَبْرَارِ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنِ الْفِتْنَةِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَسْفَرَتْ، وَإِنَّمَا الْفِتَنُ تُحُومٌ كَحُومِ الرِّيَاحِ، يُصِبْنَ بَلَدًا وَيُخْطِئْنَ آخَرَ، فَانْصُرُوا أَقْوَامًا كَانُوا أَصْحَابَ رَايَاتٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ تَنْصُرُوا وَتُؤجِرُوا، أَلاَ إِنَّ أَخْوَف الْفِتْنَةِ عِنْدِي عَلَيْكُمْ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ خَصَّتْ فِتْنَتُهَا، وَعَمَّتْ بَلِيَّتُهَا، أَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فِيهَا، وَأَخْطَأَ الْبَلاَءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا، يَظْهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا حَتَّى تُمْلأ الأَرْضُ عُدْوَانًا وَظُلْمًا، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَكْسِرُ غِمْدَهَا وَيَضَعُ جَبَرُوتَهَا وَيَنْزِعُ أَوْتَادَهَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏.‏

أَلاَ وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَرْبَابَ سُوءٍ لَكُمْ مِنْ بَعْدِي كَالنَّابِ الضُّرُوسِ، تَعَضُّ بِفِيهَا، وَتَرْكُضُ بِرِجْلِهَا، وَتَخْبِطُ بِيَدِهَا، وَتَمْنَعُ دُرَّهَا، أَلاَ إِنَّهُ لاَ يَزَالُ بَلاَؤُهُمْ بِكُمْ حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي مِصْرٍ لَكُمْ إِلاَّ نَافِعٌ لَهُمْ، أَوْ غَيْرُ ضَارٍ، وَحَتَّى لاَ يَكُونَ نُصْرَةُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ كَنُصْرَةِ الْعَبْدِ مِنْ سَيِّدِهِ وَايْمُ اللهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لسر يَوْمٍ لَهُمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ لاَ بها جَمَاعَةٌ شَتَّى غَيْرَ أَنَّ أُعْطِيَاتِكُمْ وَحَجَّكُمْ وَأَسْفَارَكُمْ وَاحِدٌ، وَالْقُلُوبُ مُخْتَلِفَةٌ هَكَذَا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ‏:‏ مِمَّ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ يَقْتُلُ هَذَا هَذَا، فِتْنَةٌ فَظِيعَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، لَيْسَ فِيهَا إمَامُ هُدًى وَلاَ عِلْمٍ يُرَى نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْهَا نُجَاةً وَلَسْنَا بِدُعَاةٍ، قَالَ‏:‏ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ يُفَرِّجُ اللَّهُ الْبَلاَءَ بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ تَفْرِيجَ الأَدِيمِ يَأْتِي ابْنُ خَبَرِهِ إِلاَّ مَا يَسُومُهُمَ الْخَسْفُ، وَيُسْقِيهِمْ بِكَأْسِ مُصبرة، وَدَّتْ قُرَيْشٌ بِالدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا، لَوْ يَقْدِرُونَ عَلَى مَقَامِ جَزْرٍ جَزُورٍ لأَقْبَلَ مِنْهُمْ بَعْضُ الَّذِي أَعْرضُ عَلَيْهِمَ الْيَوْمَ فَيَرُدُّونَهُ وَيَأْبَى إِلاَّ قَتْلاً‏.‏

38890- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنِ السُّمَيْطِ‏,‏ عَنْ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ لِكُلِّ زَمَانٍ مُلُوك، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا بَعَثَ فِيهِمْ مُصْلِحَهُمْ، وَإِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ شَرًّا بَعَثَ فِيهِمْ مُتْرَفِيهِمْ‏.‏

38891- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عُلَيمٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَهُ عَلَى سَطْحٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَيَّامِ الطَّاعُونِ، فَجَعَلَتِ الْجَنَائِز تَمُرُّ، فَقَالَ‏:‏ يَا طَاعُونُ خُذْنِي، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عُلَيمٌ‏:‏ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ، وَلاَ يُرَدُّ فَيَسْتَعْتِبَهُ، فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا، إمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشَّرْطِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافٌ بِالدَّمِ، وَنَشْوًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، يُقَدِّمُونَهُ لِيُغْنِيَهُمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّهُمْ فِقْهًا‏.‏

38892- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ إنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ هَذَا السُّلْطَانَ نَاصِرًا لِعِبَادِ اللهِ وَدِينِهِ، فَكَيْفَ مَنْ رَكِبَ ظُلْمًا عَلَى عِبَادِ اللهِ، وَاتَّخَذَ عِبَادَ اللهِ خَوَلاً، يَحْكُمُونَ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ مَا شَاؤُوا، وَاللهِ إِنْ يَمْتَنِعُ أَحَد، وَاللهِ مَا لَقِيَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مِنَ الْفِتَنِ وَالذُّلِّ مَا لَقِيَتْ هَذِهِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏.‏

38893- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ‏:‏ قَالَ‏:‏ جَاءَ إِلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْك يَا مَلِكَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ‏:‏ وَهَكَذَا تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ أَلَيْسَ تَجِدُونَ النَّبِيُّ، ثُمَّ الْخَلِيفَةَ، ثُمَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْمُلُوكَ بَعْدُ، قَالَ لَهُ‏:‏ بَلَى‏.‏

38894- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ رَجُلاً، فَقَالَ‏:‏ أَهْلَكَهُ الشُّحُّ وَبِطَانَةُ السُّوءِ‏.‏

38895- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ دِينَارٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ‏.‏

38896- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ بِمِنًى مَحْلُوقًا رَأْسُهُ يَبْكِي، يَقُولُ‏:‏ مَا كُنْت أَخْشَى أَنْ أَبْقَى حَتَّى يُقْتَلَ عُثْمَان‏.‏

38897- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ إنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ صِنْفَيْنِ فِي النَّارِ‏:‏ قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ لاَ يُدْخِلُونَ بُطُونَهُمْ إِلاَّ خَبِيثًا، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيَلاَتٌ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا‏.‏

38898- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الهَيَّاحُ بْنُ بِسْطَامٍ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ بَارَأَهُمْ نَجَا، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ، أَوْ كَادَ، وَمَنْ خَالَطَهُمْ هَلَكَ‏.‏

38899- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَبِيل، عَنْ يُسَيْعٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ابْعَثُوا إِلَى أَمَلَةٍ يَذِبُّونَ عَنْ فَسَادِ الأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ كَعْبُ الأَحْبَارِ‏:‏ مَهْ لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ‏:‏ أَنَّ قَوْمًا يُقَالُ لَهُمُ الأَمَلَةُ يَحْمِلُونَ بِأَيْدِيهِمْ سِيَاطًا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ، لاَ يَرِيحُونَ رِيحَ الْجَنَّةِ، فَلاَ تَكُنْ أَنْتَ أَوَّلَ مَنْ يَبْعَثُ بِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَفَعَلَ، فَقُلْتُ أَنَا لِيَحْيَى‏:‏ مَا الأَمَلَةُ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْتُمْ تُسَمُّونَهُمْ بِالْعِرَاقِ الشُّرَطَ‏.‏

38900- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْدَانْبَه، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عُثْمَانَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، فَيَدْعُوَا عَلَيْهِمْ خِيَارُكُمْ، فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ، قَالَ‏:‏ وَزَحْمَتُهُ حَمْلُهُ فَأَخَذَ بِعَضُدَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ أَمُوتُ حَتَّى تُدْرِكَنِي إمَارَةُ الصِّبْيَانِ‏.‏

38901- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ يَا طَاعُونُ خُذْنِي إلَيْك، فَقَالُوا‏:‏ أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ كُلَّمَا طَالَ عُمْرُ الْمُسْلِمِ كَانَ خَيْرًا لَهُ، قَالَ‏:‏ بَلَى وَلَكِنِّي أَخَافُ سِتًّا‏:‏ إمَارَةَ السُّفَهَاءِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَسَفْكَ الدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَنُشُوء يَنْشَؤُونَ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ‏.‏

38902- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ أَبُو سِيدَانَ الْغَطَفَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ اتْرُكُوا هَؤُلاَءِ الْفُطْحَ الْوُجُوهِ مَا تَرَكُوكُمْ، فَوَاللهِ لَوَدِدْت أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا لاَ يُطَاقُ‏.‏

38903- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ‏:‏ هَلْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ كُفْرٌ، قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ، وَلاَ شِرْكٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَمَاذَا، قَالَ‏:‏ بَغْيٌ‏.‏

38904- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ نَشِيطٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ تَكُونُ فِتْنَةٌ لاَ يُنْجِي مِنْهَا إِلاَّ دُعَاءٌ كَدُعَاءِ الْغَرِقِ‏.‏

38905- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المشَّاء، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَحَوَّلَ شِرَارُ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَخِيَارُ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ‏.‏

38906- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ‏:‏ إمَارَةُ الصِّبْيَانِ، إِنْ أَطَاعُوهُمْ أَدْخَلُوهُمَ النَّارَ، وَإِنْ عَصَوْهُمْ ضَرَبُوا أَعْنَاقَهُمْ‏.‏

38907- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نَتَحَدَّثُ، أَنَّهُ تَكُونُ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ بِذِي الْخَلَصَةِ‏.‏

38908- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى ابْنِ مُلْجَمٍ السِّجْنَ وَقَدِ اسْوَدَّ كَأَنَّهُ جِذْعٌ مُحْتَرِقٌ‏.‏

38909- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ‏:‏ تَكُونُ فِتْنَةٌ بَعْدَهَا فِتْنَةٌ، الأُولَى فِي الآخِرَةِ‏:‏ كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فِتْنَةٌ تُسْتَحَلُّ فِيهَا الْمَحَارِمُ كُلُّهَا، ثُمَّ تَأْتِي الْخِلاَفَةُ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِهِ هَنِيًّا‏.‏

38910- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ لَيُنَادَيَنَّ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ السَّمَاءِ لاَ يُنْكِرُهُ الذَّلِيلُ وَلاَ يَمْتَنِعُ مِنْهُ الْعَزِيزُ‏.‏

38911- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ إذْ تَمُرُّ بِهِمْ إبِلٌ قَدْ عُطِّلَتْ، فَيَقُولُونَ‏:‏ يَا إبِلُ، أَيْنَ أَهْلُك فَتَقُولُ‏:‏ أَهْلُنَا حُشِرُوا ضُحًى‏.‏

تم كتاب الفتن بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله وحده وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‏.‏

ويتلوه إن شاء الله تعالى كتاب الجمل‏.‏